الخرطوم

الرحلة إلى إفريقيا تبدأ من الخرطوم ولاية النيلين، فهي تفتح شهية السياح نحو القارة السمراء، تقع الخرطوم في قلب السودان وهي عاصمة الحكم في البلاد ونقطة التقاء النيل الأزرق بالنيل الأبيض ليشكّلا نهر النيل العظيم، تجمع العاصمة السمراء بين السحر الشرقي والطابع الأفريقي،   حيث تتناغم كل المكونات لتقدم لزوراها مزيجا فريدا من الثقافات المتنوعة. بجَوّها المعتدل في الشتاء، الماطر في الخريف والدافئ صيفا تفتح الخرطوم ذراعيها لاستقبال زائريها مع باقة متنوعة من المعالم الطبيعية والسياحية والأثرية. إذا كنت مولعا بالحضارات والتاريخ فإن جولة في المتحف القومي المُطلّ على النيل الذي يضم مقتنيات الحضارة السودانية منذ العصر الحجري وممالك مروي وحتى العصر الإسلامي ستروي ظمأك ، ومتحف التاريخ الطبيعي الذي يُعدّ من أقدم المتاحف في السودان، أو المتحف الحربي الذي يحكي الكثير عن التاريخ العسكري من خلال مذكرات المحاربين والمقتنيات والأسلحة العسكرية ، أما متحف القصر ذو الطابع المعماري البيزنطي الذي يضم مباني القصر الجمهوري فهو يحكي قصص تاريخ الحكم في السودان من خلال الكثير من المقتنيات والآثار، يمكن أيضا أن تقوم بجولة سياحية في القباب التركية التي يعود تاريخها إلى الوجود العثماني في السودان، كما ستستمتع أيضا بعديد من المباني الأثرية التي تفتح أبوابها أمام الزوار.

محبي المعمار سيجدون ضالتهم مع مجموعة ثرية من المعالم المعمارية المميزة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة  مثل جامعة الخرطوم العريقة التي تعد معلما تاريخيا تفخر به السودان، المسجد الكبير، كاتدرائية القديس متى، برج كورنثيا، ومسجد الشهيد، ولمحبي البراري فإنهم على موعد مع رحلات السفاري ليستمتعوا بالتنوع البيئي عبر رحلات برية إلى الطبيعة الساحرة وفي المنتزهات للاستمتاع بالمناظر الخلابة وزيارة أماكن فريدة مثل شلالات السبلوقة حيث يمكن الاستمتاع بالتزلج والغوص والرحلات النيلية، ومشاهدة الطيور النادرة والحيوانات البرية المختلفة.

إذا كنت مفتونا بالتجوّل في القوارب فالسياحة النهرية في الخرطوم ستأسرك برحلة نهرية عبر الزوارق والقوارب في نهر النيل لتصل بعدها إلى جزيرة توتي للاسترخاء في أجواءها المعتدلة والاستمتاع بالحدائق والبساتين والخُضرة وأشجار الليمون والسباحة وتعد جزيرة توتي أحد أفضل المناطق الثمانية في العالم للحد من الكوارث، أما جزيرة التمساح فهي الأخرى من الجزر التي تستحق أن تشدّ إليها الرحال للترفيه وتقع في وسط النيل الأزرق، إضافة إلى جزيرة البط حيث توجد المئات من طيور البطّ اللطيفة والطيور المهاجرة الرائعة، ويعدّ منتزه الحدائق النباتية متنفس العائلات والزوار لما يحتويه من نباتات طبيعية نادرة وهو من أقدم الحدائق في قارة إفريقيا، ولا تنسى أن تعرّج على حديقة الأوزون التي تعتبر من أشهر المعالم السياحية في الخرطوم، ووجهة حضارية للعائلات والأجانب للاسترواح والمتعة.

لمحبي التخييم خياركم المفضل سيكون غابات السنط التي تعد محميّة طبيعية تقع قرب مجرى النيل الأبيض، إضافة إلى العديد من المحميات الطبيعية حيث المناظر اللطيفة والحيوانات المتنوعة والطيور النادرة.

ستكون لديك فرصة للاستمتاع في منطقة مقرن النيلين برؤية ظاهرة طبيعية فريدة عند نقطة التقاء النيل الأبيض بالنيل الأزرق ليتشكّل نهر النيل الجميل بزرقته الرائعة، كما ويمكنك السير مساءً في شارع النيل الشهير والتجول في الأسواق الشعبية أو المولات النخبوية والتسوق لشراء الهدايا التذكارية، والالتقاء بالسكان المحليين الذين يمتازون بالترحاب وحسن الضيافة والسماحة.

تستقبل الخرطوم زوارها بتقديم قائمة متنوعة من الفنادق أشهرها تلك المطلة على ضفاف نهر النيل تقدّم خدمات وأسعار مختلفة إضافة إلى عديد من المطاعم المنتشرة والتي ستكون فرصة مناسبة للاستمتاع بأطباق تقليدية سودانية أو أطباق عالمية، إضافة إلى المقاهي الشعبية الشهيرة والتي ستمكنك بعد جولة ساحرة في أحياء الخرطوم العتيقة مِن أن تجلس لتستمتع باحتساء الشاي السوداني أو فنجان من القهوة المحلية.